انخفاض ضغط العين، أو ما يُعرف باسم ضغط العين المنخفض (Ocular Hypotony)، يُعتبر حالة قد تُسبب ضررًا للعصب البصري نتيجة عدم كفاية تصريف السوائل من مقلة العين. يُعتبر هذا الانخفاض أحد أسباب ضعف وضوح الرؤية والشعور بعدم الراحة وضبابية العينين. كما يمكن أن ينتج عن عوامل مثل داء السكري، أمراض القلب، أو فشل الغدة الدرقية.سنتناول في هذا المقال الحديث عن أعراض انخفاض ضغط العين وطرق التشخيص والعلاج، وأهم أدوية لعلاج خفض أو نقص ضغط العين.
ضغط العين(IOP) هو قياس لضغط السائل داخل العين، حيث تحتوي العين على مادة تشبه الهلام تسمى الجسم الزجاجي تملأ معظم الجزء الخلفي من العين. كما يوجد سائل أكثر سيولة يسمى السائل المائي، يوجد الكثير من السائل المائي في الجزء الأمامي من العين، خلف القرنية وأمام القزحية.
في العين السليمة، تدخل كمية صغيرة من السائل المائي الجديد إلى العين دائمًا بينما تخرج كمية مساوية منها. يتدفق معظم السائل المائي خارج العين من خلال زاوية التصريف، أمام القزحية. يحافظ هذا التدفق المتساوي على ضغط طبيعي وثابت.
يتم قياس ضغط العين بالملليمتر من الزئبق. وعادةً ما يكون ضغط العين الطبيعي بين 10 و20 مليمترًا من الزئبق (مم زئبق). وقد يؤدي انخفاض ضغط العين أو ارتفاعه عن هذا المعدل الطبيعي إلى إتلاف الرؤية.
يتراوح متوسط ضغط العين لدى أغلب الأفراد بين 10 و21 ملم زئبق. وعندما يكون ضغط العين ثابتًا عند 5 ملم زئبق أو أقل، يمكن اعتار ذلك ضغط عين منخفض. وهناك قدر كبير من التباين في الضغط الذي يمكن للعين تحمله. فهناك بعض العيون أكثر حساسية للضغط المرتفع، وبعض العيون تتأثر بسهولة أكبر بالضغوط المنخفضة. لذا، فالأهم من معرفة قيمة الضغط داخل العين، هو معرفة ما إذا كان الضغط المنخفض يسبب مشاكل في بنية العين أو الرؤية.
عندما يكون ضغط العين أقل مما يمكن للعين تحمله، يكون التأثير أشبه بكرة لا تحتوي على ما يكفي من الهواء ويمكن أن تطوى أجزاء من الكرة أو تنهار. غالبًا ما يرتبط انخفاض ضغط العين بانفصال المشيمية (طبقة العين الواقعة بين الشبكية والصلبة) وانكماش الغرفة الأمامية (الجزء الداخلي الأمامي من العين). كذلك فإن انخفاض ضغط العين يمكن أن يسبب تشوهات في الشبكية والعدسة والقرنية. كل هذه التغيرات في العين يمكن أن تؤدي إلى انخفاض الرؤية.
يمكن أن يصبح ضغط العين منخفضا جدا من أسباب مختلفة بما في ذلك إصابة العين، والالتهاب المزمن، وانفصال الشبكية، وجراحة العين. عند إجراء جراحة الجلوكوما لخفض ضغط العين، قد تخفض الضغط في بعض الأحيان بقدر أكبر من اللازم، لكن يختلف خطر الإصابة بانخفاض ضغط العين بعد جراحة الجلوكوما حسب نوع الجراحة وعوامل المريض المختلفة.
يجدر الذكر أن هناك سببان رئيسيان لانخفاض ضغط العين، وهما تدفق أعلى من الطبيعي للخلط المائي ونقص إنتاج الخلط المائي، كما يمكن أن يحدث انخفاض ضغط العين أيضًا بسبب كلا العاملين.
تعد الأسباب الأكثر شيوعًا لانخفاض ضغط العين هي الصدمة والجراحة. ليس من غير المألوف أن يغلق هذا الانفصال من تلقاء نفسه. ولكن إذا لم يحدث ذلك، فقد يؤدي إلى انخفاض الضغط المزمن وفي النهاية اعتلال البقعة الصفراء الناتج عن انخفاض التوتر.
تختلف أعراض انخفاض ضغط العين من شخص لآخر، وقد لا يعاني بعض الأفراد من أي أعراض على الإطلاق، على الرغم من انخفاض ضغط العين لديهم. عندما تظهر أعراض انخفاض ضغط العين، يمكن أن تؤدي إلى فقدان الرؤية أو تشوهها. ويمكن أن يتسبب انخفاض ضغط العين أيضًا في إصابة الفرد ببعد نظر أكثر قليلاً من ذي قبل.
يبدأ التشخيص من خلال الفحص البدني، وظهور ضغط العين أقل من 6.5 ملم زئبق، ورؤية منخفضة وغير مؤلمة، وانحراف مفرط في الانكسار، مع تغيرات مميزة في قاع العين، مثل طيات المشيمية الشبكية، والتواء الأوعية الدموية، وتورم القرص البصري
كذلك تشمل الإجراءات التشخيصية ما يلي:
يُعد الكشف المبكر وعلاج مرض انخفاض ضغط العين من أهم الخطوات للحفاظ على صحة العين، حيث تعمل القطرات أو تناول الأدوية الفموية مثل تيمولول على تحسين التصريف وضبط المستويات الطبيعية لضغط العين. وفي حالات مرضى الجلوكوما أو الماء الأسود، قد يتم استخدام الليزر أو إجراء عملية جراحية مثل زراعة أنبوب صغير متصل بلوح لتقليل الضغط.
أما بالنسبة لكبار السن أو الأشخاص المصابين بأمراض أخرى مثل الماء البيضاء أو الجلوكوما، فإن الحفاظ على ضغط العين ضمن المستوى الطبيعي يساعد على تقليل حدوث الضرر وفقدان المجال البصري. العلاج بالأدوية والقطرات، والذي يُستخدم عدة مرات يوميًا، يهدف إلى تحسين الحالة عن طريق تحسين الدورة الدموية وتقليل ارتفاع الضغط الذي يؤثر على العينين.
يعتمد العلاج على السبب الكامن. عادة ما يكون انخفاض ضغط العين بعد جراحة الجلوكوما مشكلة مؤقتة تختفي مع شفاء العين. إذا كان انخفاض ضغط العين مستمرا ويسبب فقدان البصر، فيمكن التفكير في العلاج الجراحي.
تشمل العلاجات غير الجراحية ما يلي:
إذا لم تنجح هذه الخيارات في إصلاح انخفاض ضغط العين، فقد تكون الجراحة ضرورية، حيث يجب إجراء الجراحة على الفور في حالات الصدمة، مثل تمزق كرة العين أو انفصال الشبكية. خلاف ذلك، يجب محاولة الخيارات غير الجراحية المذكورة أعلاه أولاً.
تشمل العلاجات الجراحية المحتملة ما يلي:
يمكن أن يحدث انخفاض ضغط العين بعد الجراحة أو الصدمة، أو بسبب الالتهاب طويل الأمد. إذا أجريت لك جراحة في العين مؤخرًا، أو تعرضت لصدمة حادة في العين أو كنت تعاني من التهاب مزمن في العين وبدأت رؤيتك في التدهور، فاتصل بطبيب العيون على الفور.
إذا لم تتعرض لأي نوع من الصدمات أو العمليات الجراحية، ولكن رؤيتك تراجعت فجأة، فلا يزال يتعين عليك الاتصال بالطبيب على الفور.
يمكن أن يؤدي انخفاض ضغط العين أيضًا إلى مضاعفات ثانوية ناجمة عن انخفاض سلامة بنية العين. وتتضمن بعض المضاعفات المحتملة ما يلي:
الأسئلة الشائعة
قد يسبب ضغط العين إجهاد العين والذي يكون ناتج عن التلفاز والحاسوب، وبالتالي قد يحدث ألم خلف العين والصداع.
يتم وضع قطرات العين في العين لتخديرها ثم يلمس الطبيب السطح الأمامي برفق باستخدام جهاز يضيء بضوء أزرق.